ليس مشروع انفصال بل مشروع تفتيت واستحواذ وإلى حد ما استعمار غارق بحلم صاحبه محمد بن زائد. والأكيد أنه مشروع لن يمر، وسيتحول حلم الإمارات في اليمن إلى كابوس يقطع النفس ويفضي إلى طلوع الروح.
عندما تأتي دويلة تعيش تخمة المال وتعاني من نرجسية أمراءها الذين يعيشون الخواء كله .. دويلة لا يزيد مساحتها على الخارطة عن مساحة رأس دبوس، ولا يعدو تاريخها كله عُشر تاريخ ميناء عدن، وتريد أن تستعمر بلاد بحجمها ألف مرة وعمرها أكثر من ستة ألف سنة، يصير المستحيل ألف ومليون مستحيل..
دويلة الإمارات الغارق ولاتها بالنرجسية والبداوة لم تتحرر بعد من الوراثة والحكم العائلي وتريد أن تصنع لليمن مجدا وتاريخ وتحرير وديمقراطية .. إنها اضغاث أحلام أمراء لا يجيدون إلا يكونوا مطايا العالم ولم يكونوا يوما ساسة يملكون قرارا أو نصف قرار.
الإمارات بمركزها المالي لم تستطيع تحرير عدن من حاجتها للكهرباء .. فكيف يمكن تحرر اليمن أو جنوبه..؟ فيما نجدها تعقد الصفقات مع داعش والقاعدة في حضرموت والجنوب لتصنع نصرا مزيفاً وكاذباً .. إنها واحدة من دويلات مزيفة صنعها الاستعمار لتكون قفازة بيده لا أكثر.
(2)
ما يحدث في الجنوب لا يحلون المشاكل ولكن يضاعفونها ويزيدون عليها .. بدلا من حل المشاكل اليومية التي يعاني منها الناس يمعنون في إنتاج مشاكل أكثر سوءا..
بدلاً من حل مشكلة الكهرباء مثلا، يقررون وينفذون طرد الشماليين من عدن ولحج وغيرها، ثم يقررون وينفذون منع دخول القات من الضالع ويافع وغيرها كرد فعل وبدافع سياسي وليس اجتماعي؛ أو استنادا إلى حيثيات مدروسة ووضع حلول لأثار هكذا قرار، ثم نجدهم يقررون منع الإجازة في 22 مايو، ثم يقررون إعلان الانفصال من طرف واحد .. فيما مشاكل الناس في الجنوب تتضاعف وتتكاثر على نحو يغرق الجنوب برمته ويغرق أهله مرتين.
ما هي أحوج إليه اليوم نخبة الجنوب ـ وأكثر من أي وقت مضى ـ هو استخدام العقل أو أقل القليل منه إن تعذّر.
(3)
هل شاهدتم دولة أو دويلة يمكن أن تفكر بالاستثمار ببلد تخوض حرباً معه .. إنها دويلة الإمارات فقط..؟!
الإمارات تستثمر في سقطرى، وهي تخوضا حربا وعدوانا في اليمن، وترتكب فيه جرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ادعاء الاستثمار في هكذا ظروف ادعاء أخرق وبليد يخفي خلفه قبح ودمامة بدو النفط وافتقارهم للحد الأدنى من اللياقة والاحترام.
إنها لا تستهتر فقط ببديهيات العقل والمنطق، وإنما توغل في الاستهتار، وقبل ذلك الاستهتار بحلفائها في الجنوب، وتهينهم أمام شعبهم والتاريخ والمستقبل، وعلى نحو صارخ وإلى أقصى حد من حدود الإهانة.
(4)
من فشل في توفير الكهرباء لأهل عدن ـ وهي أسهل من السهل لمركز مالي مثل الإمارات ـ فإنه سيفشل فشلا ذريعا وعريضا وبلا حدود في حل أي مشكلة من مشاكل الجنوب التي ستبدو مع هذا الفشل مستعصية للغاية على الحل.
“يوم الله تعرف من صبحه” وقلة حيلة الإمارات تُعرف من غبش.
(5)
في الجنوب كانوا وحدويين، ثم جنوبيين عنصريين يطردون أبناء الشمال من الجنوب، ثم صارت الجنوبية لا تهتم إلا بأربع محافظات، ولم تعد المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى تدخل في حيز اهتمامهم، واليوم نسمع عن الضالع وعدن، وغدا نسمع عمّا هو أصغر .. لم يعد شأن سقطرى وبيعها تحت غطاء الاستثمار في الحرب تعنيهم .. ولم يعد أبعاد تشكيل جيش حضرمي يلفت عنايتهم، وأما المهرة فلم يعودوا قادرين أن يتذكروها .. الوطن يتلاشى ويتبدد.
(6)
كانوا أمميين ثم قوميين ثم يمنيين .. ثم مع تعز والجنوب .. ثم مع تعز وعدن .. ثم مع تعز .. وغدا ينقسموا إلى شرعب والحجرية، وهكذا حتى يصل كل واحد إلى قريته .. أنه فشل على فشل .. من يفتش على الوطن في العصبيويات يخسر الوطن ويخسر كل شيء حتى نفسه.
(7)
فرق تسد سياسة يجري تنفيذها في الواقع بنجاح ..
سعر الدولار يبدو أنها تفعل مفاعيلها في الواقع على الجبهة الاقتصادية بنجاح..
التحشيد لمعركة مهمة قادمة يجري التحضير لها بنجاح..
مفاوضات الكويت ما هي إلا لتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه في الحرب.. والتجهيز مستمر لتحقيق تقدم مهم على الأرض يقلب المعادلة ليس لمصلحة الوطن أو الشعب ولكن لمصلحة المملكة والإمارات وتقاسم الوطن بينهما على حساب الوطن والشعب والمستقبل..
السعودية لا يخارجنا منها إلا جنون داهم وعاصف ودائم .. بدون ذلك سيبتلع الندم الوطن..
ما أحوجنا إلى الجنون..
لم يبق من طريق غير الاستسلام والإذلال أو الجنون والخيار بينهما متاح يا أنصار الله إلا إذا كان ما يحدث مسرحية لتبرير التفاهمات والسقوط بينكم وبين آل سعود..
(8)
بريطانيا استخدمت سياسة “فرق تسد” واستطاعت أن تحكم الجنوب 129 عام .. الأمر يتكرر اليوم ولكن على صعيد اليمن كلها جنوباً وشمالاً..
(9)
للأسف البعض من أنصار الله وفيهم قادة ونشطاء ومفسبكين لا يعون خطورة ومعنى التدهور لقيمة الريال وتداعياته، ولا يكترثون بأهمية إيجاد حلول لهذه المخاطر والتداعيات التي يمكن أن تكون كارثية عليهم وعلى المجتمع.
(10)
عندما كان يستلزم الحكمة والعقل لم يتم استحضار الحكمة وفلت الزمام وأنفلت عقال العقل .. وعندما احتجنا إلى الجنون لم نجده بسبب الحسابات الخاطئة.
(11)
أي احتفال بالوحدة هذا العام يجب أن يكون مغايراً لكل الاحتفالات التي تمت قبله منذ تأسيس الوحدة.
(12)
كل جرح يأتي أكبر من سابقه وينسينا ألم الجرح الذي قبله .. آخر الجروح هو ما يفعله الحراك في الجنوب من صنع الكراهية والممارسات العنصرية والتطهير العرقي.
(13)
سقط الحراك يوم أضاع البوصلة .. وأضاع البوصلة يوم أرتهن للإمارات والمملكة..
غير أن السقوط الكارثة كان يوم تدشين الممارسات العنصرية الحاقدة والتطهير العرقي الغبي والأكثر فضاضة في الواقع والمجتمع.
(14)
للمخدوعين..
عندما كان بعض أصدقاءنا ورفاقنا متحمسون إلى حد الفجاجة والحمق باسم عدن والزج بتعز من أجل عدن كان لنا تحفظاتنا الكبيرة، و رفضنا أن نسير وراء الجوقة التي ساروا وراءها الكثيرون، لأننا كنا ندرك هذا المآل الذي تشاهدوه اليوم في عدن ولحج فضلا عن خطر داعش والقاعدة في الجنوب؛ و الذي نحن على ثقة أن ثمة دور قادم لهما..
كانت محاذيرنا في محلها بدليل الممارسات العنصرية و التطهير العرقي التي نشهدها اليوم في كل من عدن و لحج والضالع و غيرها.
أذكر أنني كتبت يومها مخاوفي من جميع أطراف الصراع، و منها الحراك الذي وصفته بوضوح أنه حراك بنفس عنصري .. و وصفت نفسي و موقفي من جميع الأطراف والذين أنفرزوا معهم بأنني لوحدي.
(15)
حزين على الحراك الجنوبي لأنه سيُهزم بسبب نخبة سياسية فاشلة وبائسة تقوده إلى قاع مستنقع لن يتعافى منه أبدا؛ بعد أن سرى سم العنصرية في الأوصال والعظام .. نخبة حولت الحقارات في الشمال إلى بطولات و أبطال؛ و هم لا يستحقون من البطولة حتى اسمها أو عنوانها.
بؤس القيادة و تفاهتها و فشلها الذريع لن تقود إلى أي نجاح يُذكر، و لو عن طريق الصدفة.
(16)
ينزعجون من الغناء في النهار .. و هم و مساجدهم من الساعة ثلاث و أربع فجرا ما يتركونا ننام..
(17)
للذين تفرملهم عن الحق العواطف، و يلجم ألسنتهم المعروف و عرق اللبن.
عندما يصل الأمر إلى حد التمييز العنصري و التطهير العرقي، فأن الصمت عار و ألف عار.
(18)
من يصفهم أنصار الله بالمرتزقة في الرياض يمنحوهم رواتبهم، ومنهم أعضاء في مجلس النواب .. فيما الثائرة الدكتورة أروى عون العالقة في ألمانيا منذ شهور، تطالب بمنحها رواتبها من أجل شراء تذاكر و العودة إلى صنعاء، و لكنهم يتمنعون.